الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> امية بن ابي الصلت >> عرفت الدار >>
قصائدامية بن ابي الصلت
- عرفتُ الدارَ قد اقوتْ سنينا
- لزينب إذ تحلُّ بها قطينا
- وأذرتها حوافلُ معصفاتٌ
- كما تذري الململمة الطحينا
- وسافرت الرياح بهن عصْراً
- بأذيال يرحن ويغتدينا
- فأبقين الطلول مخبيَّاتٍ
- ثلاثاً كالحمائم قد بلينا
- وآريّاً بعهدٍ مُرْتَدات
- أطلن بها الصفون إذا افتُلينا
- فإمّا تسألي عني لُبَيْنَى
- وعن نسبي أُخْبرْك اليقينا
- فأني للنبيت أباً وأماً
- وأجداداً سموا في الأقدمينا
- لأفْصى عصمةِ الـهُلاَّك أفصى
- على أفصى بن دعمَّيٍ بُنينا
- ودعميٌّ به يكنى إياد
- إليه نسبتي كي تعلمينا
- وَرِثْنا المجدَ عن كُبرا نزارٍ
- فأوْرَثْنا مآثرنا البنينا
- وكنَّا حيثما علمت معدٌّ
- أقمنا حيث ساروا هاربينا
- تنوح وقد تولت مدبرات
- تخال سواد أيكتها عرينا
- وألقينا بساحتها حلولاً
- حلولاً للاقامة ما بقينا
- فأنبتنا خضارم فاخراتٍ
- يكون نتاجها عنباً وتينا
- وأرصدنا لحرب الدهر جُرْداً
- تكون متونها حصناً حصينا
- وخطيّاً كاشطان الركايا
- وأسيافاً يقمن وينحنينا
- وفتياناً يرون القتل مجداً
- وشيباً في الحروب مجربينا
- تخبرك القبائل من معدٍّ
- إذا عدّوا سعاية أوّلينا
- بأنا النازلون بكل ثغرٍ
- وأنا الضاربون إذا الْتُقِينا
- وأنا المانعون إذا أردنا
- وأنا العاطفون إذا دُعينا
- وأنا الحاملون إذا أناخت
- خطوب في العشيرة تبتلينا
- وأنا الرافعون على معدٍّ
- أكفاً في المكارم ما بقينا
- أكفاً في المكارم قدمتها
- قرون أورثت منا قرونا
- نشرد بالمخافة من أتانا
- ويعطينا المقادة من يلينا
- إذا ما الموت غلَّس بالمنايا
- وزايلت المهندة الجفونا
- وألقينا الرماح وكان ضربٌ
- يكَبُّ على الوجوه الدارعينا
- نفوا عن أرضهم عدنان طراً
- وكانوا للقبائل قاهرينا
- وهم قتلوا الرئيس أبا رِغال
- بِنَخْلَةَ حين إذ وسقَ الوطينا
- وردّوا خيل تبَّعَ في قُدَيْدٍ
- وساروا للعراق مشرقينا
- وبُدّلت المساكن من إِياد
- كنانة بعد ما كانوا القطينا
- نسير بمعشر قوماً لقومٍ
- وندخل دار قومٍ آخرينا
- وانا الشاربون الماء صفواً
- ويشرب غيرنا كَدِراً وطينا
المزيد...
العصور الأدبيه