الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> امية بن ابي الصلت >> جهنم وعدن >>
قصائدامية بن ابي الصلت
- جهنمُ تلك لا تُبقي بغيّاً
- وعدْنٌ لا يطالعها رجيم
- إذا شبَّت جهنم ثم فارت
- وأعرض عن قوابسها الجحيمُ
- تُحَشُّ بصَنْدلٍ صُمٍّ صِلابٍ
- كأنَّ الضاحيات لـها قضيمُ
- فتسمو ما يُعنِيها ضَرَاءٌ
- ولا تخبو فَيَبْرَدُها السَّمُومُ
- فهم يطغون كالأقذاء فيها
- لئن لم يغفر الرب الرحيمُ
- بدانية من الآفات نزهٍ
- بَراءٍ لا يُرى فيها سقيم
- سواعدها تحلَّبُ لا تُصَرَّى
- بها الأيدي محلَّلةً تحوم
- يفيضِ حلابُها من غير ضَرْعٍ
- ولا بَشمٌ ولا فيها جُزُومُ
- فيُحرَمُ عنهمُ ولكل عَزْفٍ
- عجيجٌ لا أَحذُّ ولا يتيمُ
- فذا عسل وذا لبن وخمرٌ
- وقمح في منابته صريم
- ونخلٌ ساقطُ القِنْوانِ فيه
- خلالَ أُصُولِهِ رُطَبٌ قميمُ
- وتفاحٌ ورمانٌ وتينٌ
- وماءٌ باردٌ عذبٌ سليمُ
- وفيها لحمُ ساهرةٍ وبَحْرٍ
- وما فاهوا به لـهمُ مقيمُ
- وحور لا يرين الشمس فيها
- على صور الدُّمى فيها سُهوم
- نواعم في الأرائك قاصرات
- فهنَّ عقائل وهمُ قُرومُ
- على سُرُرٍ ترى متقابلات
- ألا ثمَّ النضارة والنعيمُ
- عليهم سندس وجياد رَيْطٍ
- وديباج يُرى فيها قُتوم
- وحُلّوا من أسوار من لجينٍ
- ومن ذهب وعسجدةٍ كريمُ
- ولا لغو ولا تأثيم فيها
- ولا غَوْلٌ ولا فيها مُليمُ
- كأس لا تصدع شاربها
- يَلَذُّ بحسن رؤْيتها النديم
- تصفَّق في صحافٍ من لجينٍ
- ومن ذهب مباركةٍ رذومُ
- إذا بلغوا التي أجروا إليها
- تقبلـهم وحُلِّل من يصومُ
- وخُفِّفت النذور وأردفتهم
- فضول اللـه وانتهت القسومُ
- وتحتهمُ نمارق من دمقسٍ
- ولا أحدٌ يُرى فيهم سئيمُ
- سلامك ربَّنا في كل فجر
- بريئاً ماتليق بك الذمومُ
- عبادك يخطئون وأنت ربٌ
- بكفيك المنايا والحتومُ
- غداة يقول بعضهم لبعضٍ
- ألا يا ليت أمكم عقيمُ
- فلا تدنو جهنَّمُ من بريءٍ
- ولا عدن يحلُّ بها الأثيم
- بريء النفس ليس لـها بأهلٍ
- ولكن المسيء هو الملومُ
- تأمل صنع ربك غير شكٍ
- بعينك كيف تختلف النجومُ
- فما تجري سوابقُ مُلْجمَاتٌ
- كما تجري ولا طير يحومُ
- روابٍ في النهار فما تراها
- ويمشي مشيَ ليلتها تعومُ
- هو المجرى سوابقها سراعاً
- كما حبس الجبال فما تريمُ
- وكم كنا بها من فرط عام
- وهذا الدهر مُقْتَبَلٌ حَسومُ
- وما يبقى على الحِدْثان غُفْرٌ
- بشاهقةٍ لـه أُمٌّ رؤُومُ
- تبيت الليل حانيةً عليه
- كما يخرَ مِّسُ الأرْخُ الأطوم
- تصدّى كلما طلعت لنشزٍ
- وودَّت أنها منه عقيمُ
- ألا يا ويلـهم من حرّ نار
- كصرخة أربعين لـها وزيمُ
- ولا يتنازعون عنان شِركٍ
- ولا أقوات أهلـهم القُسومُ
- ولا قَرْنٌ بُقزّرُ من طعام
- ولا نَصِبٌ ولا مولى عديمُ
المزيد...
العصور الأدبيه